لا شك أن زيت المحرك يقوم بعمله المتمثل بمنع احتكاك القطع الميكانية، وتبدأ عملية احتراق الزيت إذا وصل إلى غرف الاحتراق في المحرك، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى ظهور دخان أزرق من السيارة، وانخفاض نسب الزيت في المحرك بشكل ملاحظ وملفت، ويعود ذلك بكل تأكيد لأسباب ميكانيكية حيث أن المحرك يحتوي على أجزاء تمنع دخول الزيت إلى غرف الاحتراق، لذلك إذا لاحظت نقصًا عام في نسب الزيت أو وجود الدخان الأزرق يمكن اعتبار حرق الزيت أحد الأسباب المحتملة والمتوقعة.[١]


لماذا تأكل السيارة زيت؟

في معظم الأحيان يعود سبب حرق الزيت إلى أسباب ميكانيكية، حيث أن المحرك يحتوي على العديد من الأجزاء الميكانية والصمامات المختلفة وغيرها من المكونات المسؤولة بشكل رئيسي عن أداء بعض المهام لضمان عمل المحرك بالصورة الطبيعية، ومن هنا توجد العديد من الأسباب لحرق الزيت المرتفع وغير الاعتيادي في المحرك، ولكن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تلف حلقات المكبس أو ما يسمى بالشنابر في عالم السيارات، حيث أنها مسؤولة عن عدم دخول الزيت إلى غرف الاحتراق من خلال الحلقات التي تزيل الزيت في الشوط السفلي للمكبس وعلى جدار أسطوانة الكامات، وفي الحقيقة هذا من أهم الأسباب حيث أنه يمنع بشكل مباشر وصول الزيت ويتعرض للتلف بالتأكيد مع الاستخدام وينتهي عمره ويحتاج إلى استبدال.


وفي الحقيقة على الرغم من أن حرق الزيت يعود سببه إلى أمور ميكانيكية بشكل عام إلى أن هذه المشاكل تأتي نتيجة القيادة غير الصحيحة أو استخدام الزيوت الخاطئة أو تأخير الصيانة الدورية وغيرها من الأسباب الممكنة، لذلك يجب التقيد ببعض الأمور الوقائية للحفاظ على عمل المحرك لأطول مدة ممكنة والمحافظة على كفاته بالتأكيد.[٢]


هل من الطبيعي أن تحرق السيارة الزيت

يعتبر مصطلح حرق الزيوت في المحركات من العلامات الشائعة في عالم السيارات، ونسمع بها بكثرة سواءً في الحالات الطبيعية أو في بعض الحالات التي يكون فيها الإستهالك زائدًا ويتوقع السائقون أنه بسبب حرق الوقود، وفي الحقيقة فإن هذا المصطلح لا يعني أن هناك مشاكل تحتاج إلى الصيانة بل على العكس فإن جميع المحركات تحرق الزيت ولكن بنسب مختلفة، ومن هنا قد يكون المعدل الطبيعي لأحد المركبات غير طبيعي لأخرى، ويتم قياس ذلك حسب معايير علمية قبل الحكم على المحرك، وعلى سبيل المثال في بعض سيارات بي إم دبليو تخبر الشركة جميع العملاء بأن معدل حرق الزيت في محركاتها ربع لتر لكل 1600 كيلو متر، ووفقًا لدراسات الشركة الأمريكية جنرال موتورز فإن المحركات بشكل عام تحرق قرابة اللتر عندما تقطع مسافة 3200 كيلو متر، ولكن بشرط إجراء الصيانة الدورية والقيادة بالشكل الصحيح. [٣]


من هنا إذا أردنا أن نحصل على إجابة لمعدلات الحرق الطبيعية فإن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة تعليمات الشركة المصنعة ورأي المختصين، لأنه كما ذكرنا سابقًا يعتمد على نوع القيادة وظروف المحرك ومقدار التقيد بجدول الصيانة الدوري، وبالتالي يمكن أن يقرر السائق إذا ما شعر بانخفاض نسبة الزيت بشكل ملحوظ وملفت، أو من خلال المعلومات التي تقدمها الشركة المصنعة للزيت والسيارة، وفي الحقيقة فإن معدلات حرق الزيت تختلف مع اختلاف عمر المحرك حيث أن القطع الداخلية له لا بد أن تتعرض للاستهلاك والتلف مع الوقت مثل الصمامات والمكابس، وبالتالي فإن الخبراء يضعون المعدل الطبيعي لحرق الزيت بمقدار ربع لتر تقريبًا إذا كان السيارة قد قطعت مسافة 80 ألف كيلو متر في الحد الأعلى، وهذا الرقم تقريبي يمكن أن يكون أقل أو أكثر، ويعتمد ذلك على ظروف التشغيل والاستخدام وغيرها. [٣]


وقد يعود السبب في نقص الزيت في محرك السيارة إلى وجود تسرب أو حرق في الزيت بشكل غير صحيح وملفت، أي أن السبب قد لا يكون حرق للزيت بل تسرب كميات قليلة أو كبيرة، وعلى العموم فإن أي سيارة تقطع مسافة 120 ألف كيلو متر فأكثر تصبح عرضة لحرق الوقود بشكل أكبر عن السابق، وهذا الأمر مرتقب بالتأكيد لأن القطع الداخلية للمحرك تستهلك بالتأكيد، ويجدر الإشارة إلى أنه في بعض المحركات الحديثة يتم استخدام زيوت أقل لزوجة من المطلوب مثل زيت 5W20 أو 0W20 بدلاً من زيت 10W30، حيث أنها تنزلق بين القطع الميكانيكية المتحركة بشكل سلس، وبالتالي يزيد ذلك من معدلات استهلاك الزيت، ومن هنا يظهر لنا بأن معدلات الحرق تعتمد على عدة معايير لذلك قبل أن نحكم على المعدل الصحيح لا بد أن نعود لتعليمات المصنع وفحص المركبة من قبل المراكز المختصة.[٣]


المراجع

  1. and Blog/Why_Burn_Engine_Oil#:~:text=In a standard car, oil,directly onto the piston head "WHY BURN ENGINE OIL?", matfoundrygroup, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  2. "what-causes-an-engine-to-burn-oil", amsoil, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "How Much Oil Consumption Is 'Normal'?", cars, Retrieved 26/3/2021. Edited.